ومن يعمل صالحات الأعمال وهو مؤمن بربه، فلا يخاف ظلمًا بزيادة سيئاته، ولا هضمًا بنقص حسناته.
تفسير الجلالين (جلال الدين المحلي و السيوطي)
«ومن يعمل من الصالحات» الطاعات «وهو مؤمن فلا يخاف ظلماً» بزيادة في سيئاته «ولا هضماً» بنقص من حسناته.
تفسير السعدي (عبد الرحمن بن ناصر بن عبد الله السعدي التميمي مفسر)
تفسير الآيات من 110 الى 112 :وينقسم الناس في ذلك الموقف قسمين:ظالمين بكفرهم وشرهم، فهؤلاء لا ينالهم إلا الخيبة والحرمان، والعذاب الأليم في جهنم، وسخط الديان.والقسم الثاني: من آمن الإيمان المأمور به، وعمل صالحا من واجب ومسنون فَلَا يَخَافُ ظُلْمًا أي: زيادة في سيئاته وَلَا هَضْمًا أي: نقصا من حسناته، بل تغفر ذنوبه، وتطهر عيوبه، وتضاعف حسناته، وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِنْ لَدُنْهُ أَجْرًا عَظِيمًا
تفسير ابن كثير (عماد الدين أبي الفداء إسماعيل بن كثير القرشي)
وقوله : ( ومن يعمل من الصالحات وهو مؤمن فلا يخاف ظلما ولا هضما ) لما ذكر الظالمين ووعيدهم ، ثنى بالمتقين وحكمهم ، وهو أنهم لا يظلمون ولا يهضمون ، أي : لا يزاد في سيئاتهم ولا ينقص من حسناتهم . قاله ابن عباس ، ومجاهد ، والضحاك ، والحسن ، وقتادة ، وغير واحد . فالظلم : الزيادة بأن يحمل عليه ذنب غيره ، والهضم : النقص .
تفسير الوسيط لطنطاوي (محمد سيد طنطاوي)
ثم بشر- سبحانه- المؤمنين بما يشرح صدورهم فقال: وَمَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحاتِ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلا يَخافُ ظُلْماً وَلا هَضْماً.أى: ومن يعمل في دنياه الأعمال الصالحات، وهو مع ذلك مؤمن بكل ما يجب الإيمان به.فإنه في هذه الحالة فَلا يَخافُ ظُلْماً ينزل به. ولا يخاف هَضْماً لشيء من حقوقه أو ثوابه.يقال: هضم فلان حق غيره، إذا انتقصه حقه ولم يوفه إياه.قالوا: والفرق بين الظلم والهضم: أن الظلم قد يكون بمنع الحق كله، أما الهضم فهو منع لبعض الحق. فكل هضم ظلم، وليس كل ظلم هضما.فالآية الكريمة قد بشرت المؤمنين، بأن الله- تعالى- بفضله وكرمه سيوفيهم أجورهم يوم القيامة، بدون أدنى ظلم أو نقص من ثوابهم، فالتنكير في قوله ظُلْماً وَلا هَضْماً للتقليل.ثم نوه- سبحانه- بشأن القرآن الكريم الذي أنزله على نبيه محمد صلّى الله عليه وسلّم وبين بعض الحكم من إنزاله، وطلب من نبيه صلّى الله عليه وسلّم أن يسأله المزيد من العلم فقال- تعالى-:
تفسير البغوي (الحسين بن مسعود البغوي أبو محمد)
( ومن يعمل من الصالحات وهو مؤمن فلا يخاف ) قرأ ابن كثير " فلا يخف " مجزوما على النهي جوابا لقوله تعالى : ( ومن يعمل ) وقرأ الآخرون ( فلا يخاف ) مرفوعا على الخبر ، ( ظلما ولا هضما ) قال ابن عباس : لا يخاف أن يزاد عليه في سيئاته ، لا ينقص من حسناته .وقال الحسن : لا ينقص من ثواب حسناته ولا يحمل عليه ذنب مسيء .وقال الضحاك : لا يؤخذ بذنب لم يعمله ولا تبطل حسنة عملها وأصل الهضم : النقص والكسر ، ومنه هضم الطعام .
تفسير القرطبي (أبو عبد الله محمد بن أحمد الأنصاري القرطبي)
قوله تعالى : ومن يعمل من الصالحات وهو مؤمن لأن العمل لا يقبل من غير إيمان . ومن في قوله : من الصالحات للتبعيض ؛ أي شيئا من الصالحات . وقيل للجنس . فلا يخاف قرأ ابن كثير ومجاهد وابن محيصن ( يخف ) بالجزم جوابا لقوله : ومن يعمل . الباقون ( يخاف ) رفعا على الخبر ؛ أي فهو لا يخاف ؛ أو فإنه لا يخاف . ظلما أي نقصا لثواب طاعته ، ولا زيادة عليه في سيئاته . ولا هضما بالانتقاص من حقه . والهضم النقص والكسر ؛ يقال : هضمت ذلك من حقي أي حططته وتركته . وهذا يهضم الطعام أي ينقص ثقله . وامرأة هضيم الكشح ضامرة البطن . الماوردي : والفرق بين الظلم والهضم أن الظلم المنع من الحق كله ، والهضم المنع من بعضه ، والهضم ظلم وإن افترقا من وجه ؛ قال المتوكل الليثي :إن الأذلة واللئام لمعشر مولاهم المتهضم المظلومقال الجوهري : ورجل هضيم ومهتضم أي مظلوم . وتهضمه أي ظلمه واهتضمه إذا ظلمه وكسر عليه حقه .