وقال الكافرون المنكرون للبعث: لا تأتينا القيامة، قل لهم -أيها الرسول-: بلى وربي لتأتينَّكم، ولكن لا يعلم وقت مجيئها أحد سوى الله علام الغيوب، الذي لا يغيب عنه وزن نملة صغيرة في السموات والأرض، ولا أصغر من ذلك ولا أكبر إلا هو مسطور في كتاب واضح، وهو اللوح المحفوظ؛ ليثيب الذين صدَّقوا بالله، واتَّبَعوا رسوله، وعملوا الصالحات. أولئك لهم مغفرة لذنوبهم ورزق كريم، وهو الجنة.
تفسير الجلالين (جلال الدين المحلي و السيوطي)
«ليجزي» فيها «الذين آمنوا وعملوا الصالحات أولئك لهم مغفرة ورزق كريم» حسن في الجنة.
تفسير السعدي (عبد الرحمن بن ناصر بن عبد الله السعدي التميمي مفسر)
ثم ذكر المقصود من البعث فقال: لِيَجْزِيَ الَّذِينَ آمَنُوا بقلوبهم, صدقوا اللّه, وصدقوا رسله تصديقا جازما، وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ تصديقا لإيمانهم. أُولَئِكَ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ لذنوبهم, بسبب إيمانهم وعملهم, يندفع بها كل شر وعقاب. وَرِزْقٌ كَرِيمٌ بإحسانهم, يحصل لهم به كل مطلوب ومرغوب, وأمنية.
تفسير ابن كثير (عماد الدين أبي الفداء إسماعيل بن كثير القرشي)
ثم بين حكمته في إعادة الأبدان وقيام الساعة بقوله : ( ليجزي الذين آمنوا وعملوا الصالحات أولئك لهم مغفرة ورزق كريم والذين سعوا في آياتنا معاجزين ) أي : سعوا في الصد عن سبيل الله وتكذيب رسله ، ( أولئك لهم عذاب من رجز أليم ) أي : لينعم السعداء من المؤمنين ، ويعذب الأشقياء من الكافرين ، كما قال : ( لا يستوي أصحاب النار وأصحاب الجنة أصحاب الجنة هم الفائزون ) [ الحشر : 20 ] ، وقال تعالى : ( أم نجعل الذين آمنوا وعملوا الصالحات كالمفسدين في الأرض أم نجعل المتقين كالفجار ) .
تفسير الوسيط لطنطاوي (محمد سيد طنطاوي)
واللام في قوله- تعالى- لِيَجْزِيَ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ.. متعلقة بقوله لَتَأْتِيَنَّكُمْ وهي للتعليل ولبيان الحكمة في إتيانها.أى: لتأتينكم الساعة أيها الكافرون، والحكمة في ذلك ليجزي- سبحانه- الذي آمنوا وعملوا الصالحات الجزاء الحسن الذي يستحقونه.أُولئِكَ الموصوفون بصفتى الإيمان والعمل الصالح لَهُمْ مَغْفِرَةٌ عظيمة من ربهم لذنوبهم وَلهم كذلك رِزْقٌ كَرِيمٌ تنشرح له صدورهم، وتقرّ به عيونهم.
تفسير البغوي (الحسين بن مسعود البغوي أبو محمد)
(ليجزي الذين آمنوا وعملوا الصالحات أولئك ) يعني : الذين آمنوا ( لهم مغفرة ورزق كريم ) حسن ، يعني : في الجنة .
تفسير القرطبي (أبو عبد الله محمد بن أحمد الأنصاري القرطبي)
( ليجزي ) منصوب بلام كي ، والتقدير : لتأتينكم ليجزي . الذين آمنوا وعملوا الصالحات بالثواب ، والكافرين بالعقاب . ( أولئك ) يعني المؤمنين . لهم مغفرة لذنوبهم . ورزق كريم وهو الجنة .