سورة هود : الآية 99

تفسير الآية 99 سورة هود

وَأُتْبِعُوا۟ فِى هَٰذِهِۦ لَعْنَةً وَيَوْمَ ٱلْقِيَٰمَةِ ۚ بِئْسَ ٱلرِّفْدُ ٱلْمَرْفُودُ

التفسير الميسر (نخبة من العلماء)

وأتبعهم الله في هذه الدنيا مع العذاب الذي عجَّله لهم فيها من الغرق في البحر لعنةً، ويوم القيامة كذلك لعنة أخرى بإدخالهم النار، وبئس ما اجتمع لهم وترادَف عليهم من عذاب الله، ولعنة الدنيا والآخرة.

تفسير الجلالين (جلال الدين المحلي و السيوطي)

«وأتبعوا في هذه» أي الدنيا «لعنةّ ويوم القيامة» لعنة «بئس الرِّفد» العون «المرفود» رفدهم.

تفسير السعدي (عبد الرحمن بن ناصر بن عبد الله السعدي التميمي مفسر)

تفسير الآيتين 98 و99 : يَقْدُمُ قَوْمَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَأَوْرَدَهُمُ النَّارَ وَبِئْسَ الْوِرْدُ الْمَوْرُودُ * وَأُتْبِعُوا فِي هَذِهِ ْ أي: في الدنيا لَعْنَةً وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ ْ أي: يلعنهم الله وملائكته, والناس أجمعون في الدنيا والآخرة. بِئْسَ الرِّفْدُ الْمَرْفُودُ ْ أي: بئس ما اجتمع لهم، وترادف عليهم, من عذاب الله، ولعنة الدنيا والآخرة.

تفسير ابن كثير (عماد الدين أبي الفداء إسماعيل بن كثير القرشي)

وقوله : ( وأتبعوا في هذه لعنة ويوم القيامة بئس الرفد المرفود ) أي : أتبعناهم زيادة على ما جازيناهم من عذاب النار لعنة في هذه الحياة الدنيا ، ( ويوم القيامة بئس الرفد المرفود ) .قال مجاهد : زيدوا لعنة يوم القيامة ، فتلك لعنتان .وقال علي بن أبي طلحة ، عن ابن عباس : ( بئس الرفد المرفود ) قال : لعنة الدنيا والآخرة ، وكذا قال الضحاك ، وقتادة ، وهكذا قوله تعالى : ( وجعلناهم أئمة يدعون إلى النار ويوم القيامة لا ينصرون وأتبعناهم في هذه الدنيا لعنة ويوم القيامة هم من المقبوحين ) [ القصص : 41 ، 42 ] ، وقال تعالى : ( النار يعرضون عليها غدوا وعشيا ويوم تقوم الساعة أدخلوا آل فرعون أشد العذاب ) [ غافر : 46 ] .

تفسير الوسيط لطنطاوي (محمد سيد طنطاوي)

ثم صرح- سبحانه- بلعتهم في الدارين فقال: وَأُتْبِعُوا فِي هذِهِ لَعْنَةً وَيَوْمَ الْقِيامَةِ ...أى: إن اللعنة والفضيحة لحقت بهم واتبعتهم في الدنيا وفي الأخرى، كما قال- تعالى- في آية أخرى: وَأَتْبَعْناهُمْ فِي هذِهِ الدُّنْيا لَعْنَةً وَيَوْمَ الْقِيامَةِ هُمْ مِنَ الْمَقْبُوحِينَوجملة بِئْسَ الرِّفْدُ الْمَرْفُودُ مستأنفة لإنشاء ذم اللعنة، والمخصوص بالذم محذوف دل عليه ذكر اللعنة، أى بئس الرفد هي.الرفد العطاء والعون يقال رفد فلان فلانا يرفده رفدا أى أعطاه وأعانه على قضاء مصالحه، أى: بئس العطاء المعطى لهم تلك اللعنة المضاعفة التي لا بستهم في الدنيا والآخرة.وسميت اللعنة رفدا على سبيل التهكم بهم، كما في قول القائل: تحية بينهم ضرب وجيع.فكأنه- سبحانه- يقول: هذه اللعنة هي العطاء المعطى من فرعون لأتباعه الذين كانوا من خلفه كقطيع الأغنام الذي يسير خلف قائده بدون تفكر أو تدبر ...وبئس العطاء عطاؤه لهم ...وإلى هنا تكون هذه السورة الكريمة قد حدثتنا عن قصة نوح مع قومه، وعن قصة هود مع قومه، وعن قصة صالح مع قومه، وعن قصة إبراهيم مع الملائكة، وعن قصة لوط مع قومه ومع الملائكة، وعن قصة شعيب مع قومه، وعن قصة موسى مع فرعون وملئه.ويلاحظ أن السورة الكريمة قد ساقت لنا تلك القصص حسب ترتيبها التاريخى والزمنى، لأهداف من أهمها:1- إبراز وحدة العقيدة في دعوة الأنبياء جميعا، فكل نبي قد قال لقومه: اعبدوا الله مالكم من إله غيره ... ثم يسوق لهم الأدلة على صدقه فيما بلغه عن ربه.2- إبراز أن الناس في كل زمان ومكان فيهم الأخيار الذين يتبعون الرسل، وفيهم الأشرار الذين يحاربون الحق ...3- بيان العاقبة الحسنة التي انتهى إليها المؤمنون بسبب إيمانهم وصدقهم وعملهم الصالح ... والعاقبة السيئة التي انتهى إليها الكافرون بسبب كفرهم وإعراضهم عن الحق ...قال- تعالى- فَكُلًّا أَخَذْنا بِذَنْبِهِ فَمِنْهُمْ مَنْ أَرْسَلْنا عَلَيْهِ حاصِباً، وَمِنْهُمْ مَنْ أَخَذَتْهُ الصَّيْحَةُ، وَمِنْهُمْ مَنْ خَسَفْنا بِهِ الْأَرْضَ، وَمِنْهُمْ مَنْ أَغْرَقْنا، وَما كانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلكِنْ كانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ .ثم ساقت السورة بعد ذلك حتى نهايتها آيات كريمة اشتملت على تعليقات وتعقيبات متنوعة، وهذه التعليقات والتعقيبات قوية الصلة بما سبقها من آيات ...وكان التعقيب الأول يهدف إلى بيان أن هذه القرى المهلكة التي منها ما هو قائم ومنها ما هو حصيد، ما ظلم الله- تعالى- أهلها، ولكن هم الذين ظلموا أنفسهم بعصيانهم الرسل، وإصرارهم على الكفر والعناد، قال- تعالى-:

تفسير البغوي (الحسين بن مسعود البغوي أبو محمد)

( وأتبعوا في هذه ) أي : في هذه الدنيا ، ( لعنة ويوم القيامة بئس الرفد المرفود ) أي : العون المعان . وقيل : العطاء المعطى ، وذلك أنهم ترادفت عليهم اللعنتان ، لعنة في الدنيا ولعنة في الآخرة .

تفسير القرطبي (أبو عبد الله محمد بن أحمد الأنصاري القرطبي)

وَأُتْبِعُوا فِي هَذِهِ لَعْنَةًأي في الدنيا .وَيَوْمَ الْقِيَامَةِأي ولعنة يوم القيامة ; وقد تقدم هذا المعنى .بِئْسَ الرِّفْدُ الْمَرْفُودُحكى الكسائي وأبو عبيدة : رفدته أرفده رفدا ; أي أعنته وأعطيته .واسم العطية الرفد ; أي بئس العطاء والإعانة .والرفد أيضا القدح الضخم ; قاله الجوهري , والتقدير : بئس الرفد رفد المرفود .وذكر الماوردي : أن الرفد بفتح الراء القدح , والرفد بكسرها ما في القدح من الشراب ; حكي ذلك عن الأصمعي ; فكأنه ذم بذلك ما يسقونه في النار .وقيل : إن الرفد الزيادة ; أي بئس ما يرفدون به بعد الغرق النار ; قاله الكلبي .
ex