سورة فاطر : الآية 24

تفسير الآية 24 سورة فاطر

إِنَّآ أَرْسَلْنَٰكَ بِٱلْحَقِّ بَشِيرًا وَنَذِيرًا ۚ وَإِن مِّنْ أُمَّةٍ إِلَّا خَلَا فِيهَا نَذِيرٌ

التفسير الميسر (نخبة من العلماء)

وما يستوي الأعمى عن دين الله، والبصير الذي أبصر طريق الحق واتبعه، وما تستوي ظلمات الكفر ونور الإيمان، ولا الظل ولا الريح الحارة، وما يستوي أحياء القلوب بالإيمان، وأموات القلوب بالكفر. إن الله يسمع مَن يشاء سماع فَهْم وقَبول، وما أنت -أيها الرسول- بمسمع مَن في القبور، فكما لا تُسمع الموتى في قبورهم فكذلك لا تُسمع هؤلاء الكفار لموت قلوبهم، إن أنت إلا نذير لهم غضب الله وعقابه. إنا أرسلناك بالحق، وهو الإيمان بالله وشرائع الدين، مبشرًا بالجنة مَن صدَّقك وعمل بهديك، ومحذرًا مَن كذَّبك وعصاك النار. وما من أمة من الأمم إلا جاءها نذير يحذرها عاقبة كفرها وضلالها.

تفسير الجلالين (جلال الدين المحلي و السيوطي)

«إنا أرسلناك بالحق» بالهدى «بشيرا» من أجاب إليه «ونذيرا» من لم يجب إليه «وإن» ما «من أمة إلا خلا» سلف «فيها نذير» نبي ينذرها.

تفسير السعدي (عبد الرحمن بن ناصر بن عبد الله السعدي التميمي مفسر)

إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ بِالْحَقِّ أي: مجرد إرسالنا إياك بالحق، لأن اللّه تعالى بعثك على حين فترة من الرسل، وطموس من السبل، واندراس من العلم، وضرورة عظيمة إلى بعثك، فبعثك اللّه رحمة للعالمين.وكذلك ما بعثناك به من الدين القويم، والصراط المستقيم، حق لا باطل، وكذلك ما أرسلناك به، من هذا القرآن العظيم، وما اشتمل عليه من الذكر الحكيم، حق وصدق. بَشِيرًا لمن أطاعك، بثواب اللّه العاجل والآجل، وَنَذِيرًا لمن عصاك، بعقاب اللّه العاجل والآجل، ولست ببدع من الرسل.فما مِنْ أُمَّةٍ من الأمم الماضية والقرون الخالية إِلَّا خَلَا فِيهَا نَذِيرٌ يقيم عليهم حجة اللّه لِيَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَنْ بَيِّنَةٍ وَيَحْيَا مَنْ حَيَّ عَنْ بَيِّنَةٍ

تفسير ابن كثير (عماد الدين أبي الفداء إسماعيل بن كثير القرشي)

( إنا أرسلناك بالحق بشيرا ونذيرا ) أي : بشيرا للمؤمنين ونذيرا للكافرين ، ( وإن من أمة إلا خلا فيها نذير ) أي : وما من أمة خلت من بني آدم إلا وقد بعث الله إليهم النذر ، وأزاح عنهم العلل ، كما قال تعالى : ( إنما أنت منذر ولكل قوم هاد ) [ الرعد : 7 ] ، وكما قال تعالى : ( ولقد بعثنا في كل أمة رسولا أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت فمنهم من هدى الله ومنهم من حقت عليه الضلالة ) الآية [ النحل : 136 ] ، والآيات في هذا كثيرة .

تفسير الوسيط لطنطاوي (محمد سيد طنطاوي)

إِنَّا أَرْسَلْناكَ- أيها الرسول الكريم- إرسالا ملتبسا بِالْحَقِّ الذي لا يحوم حوله الباطل بَشِيراً وَنَذِيراً أى: أرسلناك بالحق مبشرا المؤمنين بحسن الثواب، ومنذرا الكافرين بأشد ألوان العقاب.وَإِنْ مِنْ أُمَّةٍ إِلَّا خَلا فِيها نَذِيرٌ أى: وما من أمة من الأمم الماضية، إلا وجاءها نذير ينذرها من سوء عاقبة الكفر، ويدعوها إلى إخلاص العبادة لله- تعالى-.فمن أفراد هذه الأمة من أطاعوا هذا النذير فسعدوا وفازوا، ومنهم من استحب العمى على الهدى، والكفر على الإيمان فشقوا وخابوا.

تفسير البغوي (الحسين بن مسعود البغوي أبو محمد)

( إنا أرسلناك بالحق بشيرا ونذيرا وإن من أمة ) ما من أمة فيما مضى ) ( إلا خلا ) سلف ( فيها نذير ) نبي منذر .

تفسير القرطبي (أبو عبد الله محمد بن أحمد الأنصاري القرطبي)

قوله تعالى : إنا أرسلناك بالحق بشيرا ونذيرا وإن من أمة إلا خلا فيها نذير .قوله تعالى : إنا أرسلناك بالحق بشيرا ونذيرا أي بشيرا بالجنة أهل طاعته ، ونذيرا بالنار أهل معصيته . وإن من أمة إلا خلا فيها نذير أي سلف فيها نبي . قال ابن ( جريج ) : إلا العرب .
ex