وهذه الجنة التي أورثكم الله إياها؛ بسبب ما كنتم تعملون في الدنيا من الخيرات والأعمال الصالحات، وجعلها مِن فضله ورحمته جزاء لكم.
تفسير الجلالين (جلال الدين المحلي و السيوطي)
«وتلك الجنة التي أورثتموها بما كنتم تعملون».
تفسير السعدي (عبد الرحمن بن ناصر بن عبد الله السعدي التميمي مفسر)
وَتِلْكَ الْجَنَّةُ الموصوفة بأكمل الصفات، هي الَّتِي أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ أي: أورثكم اللّه إياها بأعمالكم، وجعلها من فضله جزاء لها، وأودع فيها من رحمته ما أودع.
تفسير ابن كثير (عماد الدين أبي الفداء إسماعيل بن كثير القرشي)
ثم قيل لهم على وجه التفضل والامتنان : (وتلك الجنة التي أورثتموها بما كنتم تعملون ) أي : أعمالكم الصالحة كانت سببا لشمول رحمة الله إياكم ، فإنه لا يدخل أحدا عمله الجنة ، ولكن بفضل من الله ورحمته . وإنما الدرجات تفاوتها بحسب عمل الصالحات .قال ابن أبي حاتم : حدثنا الفضل بن شاذان المقرئ ، حدثنا يوسف بن يعقوب - يعني الصفار - حدثنا أبو بكر بن عياش ، عن الأعمش ، عن أبي صالح ، عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " كل أهل النار يرى منزله من الجنة حسرة ، فيقول : ( لو أن الله هداني لكنت من المتقين ) [ الزمر : 57 ] وكل أهل الجنة يرى منزله من النار فيقول : ( وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله ) [ الأعراف : 43 ] ، ليكون له شكرا " . قال : وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " ما من أحد إلا وله منزل في الجنة ومنزل في النار ، فالكافر يرث المؤمن منزله من النار ، والمؤمن يرث الكافر منزله من الجنة " وذلك قوله تعالى : ( وتلك الجنة التي أورثتموها بما كنتم تعملون ) .
تفسير الوسيط لطنطاوي (محمد سيد طنطاوي)
ثم ختم- سبحانه- هذا التكريم لعباده بقوله: وَتِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي أُورِثْتُمُوها بِما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ. لَكُمْ فِيها فاكِهَةٌ كَثِيرَةٌ مِنْها تَأْكُلُونَ.واسم الإشارة تِلْكَ مبتدأ وخبره الْجَنَّةُ وما بعدهما صفة الجنة.. وفي الكلام التفات من الغيبة إلى الخطاب على سبيل التشريف.وقال- سبحانه- وَتِلْكَ بالإفراد، للإشعار بأن الخطاب لكل واحد من أهل الجنة، على سبيل العناية به، والإعلاء من شأنه.أى: ويقال لهم يوم القيامة على سبيل التشريف: وهذه الجنة التي أورثتموها بسبب أعمالكم الصالحة في الدنيا، لكم فيها فاكهة كثيرة، وثمار شهية لذيذة، منها تأكلون أكلا هنيئا مريئا.وعبر بقوله- تعالى- أُورِثْتُمُوها للإشعار بأنها قد صارت إليهم بفضل الله وكرمه، كما يصير الميراث إلى الوارث.وقوله بِما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ بيان للأسباب التي أوصلتهم إلى هذه المنازل العالية، فإن أعمالهم الطيبة التي تقبلها الله- تعالى- منهم، جعلتهم- بفضله وإحسانه- في أعلى الدرجات وأسماها.
تفسير البغوي (الحسين بن مسعود البغوي أبو محمد)
" وتلك الجنة التي أورثتموها بما كنتم تعملون "
تفسير القرطبي (أبو عبد الله محمد بن أحمد الأنصاري القرطبي)
قوله تعالى : وتلك الجنة التي أورثتموها بما كنتم تعملون .قوله تعالى : وتلك الجنة أي يقال لهم هذه تلك الجنة التي كانت توصف لكم في الدنيا .وقال ابن خالويه : أشار تعالى إلى الجنة بتلك وإلى جهنم بهذه ، ليخوف بجهنم ويؤكد التحذير منها . وجعلها بالإشارة القريبة كالحاضرة التي ينظر إليها .التي أورثتموها بما كنتم تعملون قال ابن عباس : خلق الله لكل نفس جنة ونارا ، فالكافر يرث نار المسلم ، والمسلم يرث جنة الكافر ، وقد تقدم هذا مرفوعا في قد أفلح المؤمنون من حديث أبي هريرة ، وفي ( الأعراف ) أيضا .