سورة الزخرف : الآية 56

تفسير الآية 56 سورة الزخرف

فَجَعَلْنَٰهُمْ سَلَفًا وَمَثَلًا لِّلْءَاخِرِينَ

التفسير الميسر (نخبة من العلماء)

فجعلنا هؤلاء الذين أغرقناهم في البحر سلفًا لمن يعمل مثل عملهم ممن يأتي بعدهم في استحقاق العذاب، وعبرة وعظة للآخرين.

تفسير الجلالين (جلال الدين المحلي و السيوطي)

«فجعلناهم سلفاً» جمع سالف كخادم وخدم أي سابقين غيره «ومثلا للآخرين» بعدهم يتمثلون بحالهم فلا يقدمون على مثل أفعالهم.

تفسير السعدي (عبد الرحمن بن ناصر بن عبد الله السعدي التميمي مفسر)

فَجَعَلْنَاهُمْ سَلَفًا وَمَثَلًا لِلْآخِرِينَ ليعتبر بهم المعتبرون، ويتعظ بأحوالهم المتعظون.

تفسير ابن كثير (عماد الدين أبي الفداء إسماعيل بن كثير القرشي)

وقوله : ( فجعلناهم سلفا ومثلا للآخرين ) : قال أبو مجلز : ( سلفا ) لمثل من عمل بعملهم .وقال هو ومجاهد : ( ومثلا ) أي عبرة لمن بعدهم .

تفسير الوسيط لطنطاوي (محمد سيد طنطاوي)

فَجَعَلْناهُمْ سَلَفاً أى قدوة لمن بعدهم في الكفر في استحقاق مثل عقوبتهم كما جعلناهم مَثَلًا أى: عبرة وموعظة لِلْآخِرِينَ الذين يعملون مثل أعمالهم..وبذلك نرى في هذه الآيات الكريمة، جانبا من قصة موسى- عليه السلام- مع فرعون وملئه.ويتجلى في هذا الجانب من القصة طغيان فرعون، واستخفافه بعقول قومه، ومجاهرته بالكذب والفجور.. فكانت عاقبتهم جميعا الدمار والبوار.ثم انتقلت السورة الكريمة من الحديث عن جانب من قصة موسى، إلى الحديث عن جانب من قصة عيسى- عليه السلام- فقال- تعالى-:

تفسير البغوي (الحسين بن مسعود البغوي أبو محمد)

( فجعلناهم سلفا ) قرأ حمزة والكسائي " سلفا " بضم السين واللام ، قال الفراء : هو جمع سليف من سلف بضم اللام يسلف ، أي تقدم ، وقرأ الآخرون بفتح السين واللام على جمع السالف ، مثل : حارس وحرس وخادم وخدم ، وراصد ورصد ، وهما جميعا الماضون المتقدمون من الأمم ، يقال : سلف يسلف ، إذا تقدم والسلف من تقدم من الآباء ، فجعلناهم متقدمين ليتعظ بهم الآخرون . ( ومثلا للآخرين ) عبرة وعظة لمن بقي بعدهم . وقيل : سلفا لكفار هذه الأمة إلى النار ومثلا لمن يجيء بعدهم .

تفسير القرطبي (أبو عبد الله محمد بن أحمد الأنصاري القرطبي)

قوله تعالى : فجعلناهم سلفا ومثلا للآخرين .قوله تعالى ( فجعلناهم سلفا ) أي : جعلنا قوم فرعون سلفا . قال أبو مجلز : ( سلفا ) لمن عمل عملهم ، ( ومثلا ) لمن يعمل عملهم . وقال مجاهد : ( سلفا ) إخبارا لأمة محمد - صلى الله عليه وسلم - ، ( ومثلا ) أي : عبرة لهم . وعنه أيضا ( سلفا ) لكفار قومك يتقدمونهم إلى النار . قتادة : ( سلفا ) إلى النار ، ( ومثلا ) عظة لمن يأتي بعدهم . والسلف المتقدم ، يقال : سلف يسلف سلفا ؛ مثل طلب طلبا ، أي : تقدم ومضى . وسلف له عمل صالح أي : تقدم . والقوم السلاف المتقدمون . وسلف الرجل : آباؤه المتقدمون ، والجمع أسلاف وسلاف . وقراءة العامة ( سلفا ) ( بفتح السين واللام ) جمع سالف ، كخادم وخدم ، وراصد ورصد ، وحارس وحرس . وقرأ حمزة والكسائي ( سلفا ) ( بضم السين واللام ) . قال الفراء هو جمع سليف ، نحو سرير وسرر . وقال أبو حاتم : هو جمع سلف ، نحو خشب وخشب ، وثمر وثمر ، ومعناهما واحد . وقرأ علي وابن مسعود وعلقمة وأبو وائل والنخعي وحميد بن قيس ( سلفا ) ( بضم السين وفتح اللام ) جمع سلفة ، أي : فرقة متقدمة . قال المؤرج والنضر بن شميل : ( سلفا ) جمع سلفة ، نحو غرفة وغرف ، وطرفة وطرف ، وظلمة وظلم .
ex