سورة المطففين : الآية 8

تفسير الآية 8 سورة المطففين

وَمَآ أَدْرَىٰكَ مَا سِجِّينٌ

التفسير الميسر (نخبة من العلماء)

حقا إن مصير الفُجَّار ومأواهم لفي ضيق، وما أدراك ما هذا الضيق؟ إنه سجن مقيم وعذاب أليم، وهو ما كتب لهم المصير إليه، مكتوب مفروغ منه، لا يزاد فيه ولا يُنقص.

تفسير الجلالين (جلال الدين المحلي و السيوطي)

«وما أدراك ما سجين» ما كتاب سجين.

تفسير السعدي (عبد الرحمن بن ناصر بن عبد الله السعدي التميمي مفسر)

وَمَا أَدْرَاكَ مَا سِجِّينٌ كِتَابٌ مَرْقُومٌ أي: كتاب مذكور فيه أعمالهم الخبيثة، والسجين: المحل الضيق الضنك، و سجين ضد عليين الذي هو محل كتاب الأبرار، كما سيأتي.وقد قيل: إن سجين هو أسفل الأرض السابعة، مأوى الفجار ومستقرهم في معادهم.

تفسير ابن كثير (عماد الدين أبي الفداء إسماعيل بن كثير القرشي)

ولهذا عظم أمره فقال ( وما أدراك ما سجين ) ؟ أي هو أمر عظيم وسجن مقيم وعذاب أليمثم قد قال قائلون هي تحت الأرض السابعة وقد تقدم في حديث البراء بن عازب في حديثه الطويل يقول الله عز وجل في روح الكافر اكتبوا كتابه في سجينوسجين هي تحت الأرض السابعة وقيل صخرة تحت السابعة خضراء وقيل بئر في جهنموقد روى ابن جرير في ذلك حديثا غريبا منكرا لا يصح فقال حدثنا إسحاق بن وهب الواسطي حدثنا مسعود بن موسى بن مشكان الواسطي حدثنا نصر بن خزيمة الواسطي عن شعيب بن صفوان عن محمد بن كعب القرظي عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : الفلق جب في جهنم مغطى وأما سجين فمفتوح "والصحيح أن سجينا مأخوذ من السجن وهو الضيق فإن المخلوقات كل ما تسافل منها ضاق وكل ما تعالى منها اتسع فإن الأفلاك السبعة كل واحد منها أوسع وأعلى من الذي دونه وكذلك الأرضون كل واحدة أوسع من التي دونها حتى ينتهي السفول المطلق والمحل الأضيق إلى المركز في وسط الأرض السابعة ولما كان مصير الفجار إلى جهنم وهي أسفل السافلين كما قال تعالى ( ثم رددناه أسفل سافلين إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات ) التين 5 ، 6 وقال هاهنا ( كلا إن كتاب الفجار لفي سجين وما أدراك ما سجين ) وهو يجمع الضيق والسفول كما قال ) وإذا ألقوا منها مكانا ضيقا مقرنين دعوا هنالك ثبورا ) الفرقان : 13

تفسير الوسيط لطنطاوي (محمد سيد طنطاوي)

وقوله: وَما أَدْراكَ ما سِجِّينٌ تهويل وتفظيع لهذا الشيء الضيق الذي يؤدى إلى القذف بهم في أعماق جهنم.وقوله: كِتابٌ مَرْقُومٌ خبر لمبتدأ محذوف يعود إلى «كتاب الفجار» والمرقوم:المكتوب كتابة واضحة بينة تشبه الخط. الظاهر في الثوب المنسوج. يقال: رقم فلان الكتاب، إذا جعل له رقما، أى: علامة يعرف بها.أى: وهو- أى: كتاب الفجار- كتاب بين الكتابة، يفهم صاحبه ما فيه فهما واضحا لا خفاء معه ولا التباس. فقوله: كِتابٌ مَرْقُومٌ بيان وتفسير لكتاب الفجار، وهو ديوان الشر الجامع لأعمالهم السيئة.

تفسير البغوي (الحسين بن مسعود البغوي أبو محمد)

"وما أدراك ما سجين"، قال الزجاج: أي ليس ذلك مما كنت تعلمه أنت ولا قومك.

تفسير القرطبي (أبو عبد الله محمد بن أحمد الأنصاري القرطبي)

وما أدراك ما سجين أي ليس ذلك مما كنت تعلمه يا محمد أنت ولا قومك .وليس في قوله : وما أدراك ما سجين ما يدل على أن لفظ سجين ليس عربيا ، كما لا يدل في قوله : القارعة ما القارعة وما أدراك ما القارعة بل هو تعظيم لأمر سجين ، وقد مضى في مقدمة الكتاب - والحمد لله - أنه ليس في القرآن غير عربي .
ex