سورة المدثر : الآية 38

تفسير الآية 38 سورة المدثر

كُلُّ نَفْسٍۭ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ

التفسير الميسر (نخبة من العلماء)

كل نفس بما كسبت من أعمال الشر والسوء محبوسة مرهونة بكسبها، لا تُفَكُّ حتى تؤدي ما عليها من الحقوق والعقوبات، إلا المسلمين المخلصين أصحاب اليمين الذين فكُّوا رقابهم بالطاعة، هم في جنات لا يُدْرَك وصفها، يسأل بعضهم بعضًا عن الكافرين الذين أجرموا في حق أنفسهم: ما الذي أدخلكم جهنم، وجعلكم تذوقون سعيرها؟ قال المجرمون: لم نكن من المصلِّين في الدنيا، ولم نكن نتصدق ونحسن للفقراء والمساكين، وكنا نتحدث بالباطل مع أهل الغَواية والضلالة، وكنا نكذب بيوم الحساب والجزاء، حتى جاءنا الموت، ونحن في تلك الضلالات والمنكرات.

تفسير الجلالين (جلال الدين المحلي و السيوطي)

«كل نفس بما كسبت رهينة» مرهونة مأخوذة بعملها في النار.

تفسير السعدي (عبد الرحمن بن ناصر بن عبد الله السعدي التميمي مفسر)

كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ من أعمال السوء وأفعال الشر رَهِينَةٌ بها موثقة بسعيها، قد ألزم عنقها، وغل في رقبتها، واستوجبت به العذاب،

تفسير ابن كثير (عماد الدين أبي الفداء إسماعيل بن كثير القرشي)

أي معتقلة بعملها يوم القيامة قاله ابن عباس وغيره.

تفسير الوسيط لطنطاوي (محمد سيد طنطاوي)

وقوله- تعالى-: رَهِينَةٌ خبر عن كُلُّ نَفْسٍ، وهو بمعنى مرهونة. أى: كل نفس مرهونة عند الله- تعالى- بكسبها، مأخوذة بعملها، فإن كان صالحا أنجاها من العذاب، وإن كان سيئا أهلكها، وجعلها محلا للعقاب.قالوا: وإنما كانت مرهونة، لأن الله- تعالى- جعل تكليف عباده كالدّين عليهم، ونفوسهم تحت استيلائه وقهره، فهي مرهونة، فمن وفي دينه الذي كلف به، خلص نفسه من عذاب الله- تعالى- الذين نزل منزلة علامة الرهن، وهو أخذه في الدين، ومن لم يوف عذب.

تفسير البغوي (الحسين بن مسعود البغوي أبو محمد)

"كل نفس بما كسبت رهينة"، مرتهنة في النار بكسبها مأخوذة بعملها.

تفسير القرطبي (أبو عبد الله محمد بن أحمد الأنصاري القرطبي)

قوله تعالى : كل نفس بما كسبت رهينة أي مرتهنة بكسبها ، مأخوذة بعملها ، إما خلصها وإما أوبقها . وليست ( رهينة ) تأنيث رهين في قوله تعالى : كل امرئ بما كسب رهين لتأنيث النفس ; لأنه لو قصدت الصفة لقيل رهين ; لأن فعيلا بمعنى مفعول يستوي فيه المذكر والمؤنث . وإنما هو اسم بمعنى الرهن كالشتيمة بمعنى الشتم ; كأنه قيل : كل نفس بما كسبت رهين ; ومنه بيت الحماسة :أبعد الذي بالنعف نعف كويكب رهينة رمس ذي تراب وجندلكأنه قال رهن رمس . والمعنى : كل نفس رهن بكسبها عند الله غير مفكوك .
ex