سورة الأعراف : الآية 91

تفسير الآية 91 سورة الأعراف

فَأَخَذَتْهُمُ ٱلرَّجْفَةُ فَأَصْبَحُوا۟ فِى دَارِهِمْ جَٰثِمِينَ

التفسير الميسر (نخبة من العلماء)

فأخذَتْ قومَ شعيب الزلزلةُ الشديدة، فأصبحوا في دارهم صرعى ميتين.

تفسير الجلالين (جلال الدين المحلي و السيوطي)

«فأخذتهم الرجفة» الزلزلة الشديدة «فأصبحوا في دارهم جاثمين» باركين على الركب ميِّتين.

تفسير السعدي (عبد الرحمن بن ناصر بن عبد الله السعدي التميمي مفسر)

فَأَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ ْ أي: الزلزلة الشديدة فَأَصْبَحُوا فِي دَارِهِمْ جَاثِمِينَ ْ أي: صرعى ميتين هامدين.

تفسير ابن كثير (عماد الدين أبي الفداء إسماعيل بن كثير القرشي)

فأخذتهم الرجفة فأصبحوا في دارهم جاثمين ) أخبر تعالى هاهنا أنهم أخذتهم الرجفة كما أرجفوا شعيبا وأصحابه وتوعدوهم بالجلاء ، كما أخبر عنهم في سورة " هود " فقال : ( ولما جاء أمرنا نجينا شعيبا والذين آمنوا معه برحمة منا وأخذت الذين ظلموا الصيحة فأصبحوا في ديارهم جاثمين ) [ هود : 94 ] والمناسبة في ذلك - والله أعلم - أنهم لما تهكموا بنبي الله شعيب في قولهم : ( أصلاتك تأمرك أن نترك ما يعبد آباؤنا أو أن نفعل في أموالنا ما نشاء إنك لأنت الحليم الرشيد ) [ هود : 87 ] فجاءت الصيحة فأسكتتهم .وقال تعالى إخبارا عنهم في سورة الشعراء : ( فكذبوه فأخذهم عذاب يوم الظلة إنه كان عذاب يوم عظيم ) [ الشعراء : 189 ] وما ذاك إلا لأنهم قالوا له في سياق القصة : ( فأسقط علينا كسفا من السماء [ إن كنت من الصادقين ] ) [ الشعراء : 187 ] فأخبر أنه أصابهم عذاب يوم الظلة ، وقد اجتمع عليهم ذلك كله : أصابهم عذاب يوم الظلة ، " وهي سحابة أظلتهم فيها شرر من نار ولهب ووهج عظيم ، ثم جاءتهم صيحة من السماء ورجفة من الأرض شديدة من أسفل منهم ، فزهقت الأرواح ، وفاضت النفوس وخمدت الأجساد ، ( فأصبحوا في دارهم جاثمين )

تفسير الوسيط لطنطاوي (محمد سيد طنطاوي)

وبعد هذه المحاورات والمجادلات التي دارت بين شعيب وقومه، جاءت الخاتمة التي حكاها القرآن في قوله: فَأَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ فَأَصْبَحُوا فِي دارِهِمْ جاثِمِينَ. أى: فأخذتهم الزلزلة الشديدة فأصبحوا في دارهم هامدين صرعى لا حراك بهم.قال ابن كثير ما ملخصه: أخبر- سبحانه- هنا بأنهم أخذتهم الرجفة، كما أرجفوا شعيبا وأصحابه وتوعدوهم بالجلاء، كما أخبر عنهم في سورة هود بأنهم أخذتهم الصيحة، والمناسبة هناك- والله أعلم- أنهم لما تهكموا به في قولهم: يا شُعَيْبُ أَصَلاتُكَ تَأْمُرُكَ فجاءت الصيحة فأسكتتهم. وقال في سورة الشعراء: فَكَذَّبُوهُ فَأَخَذَهُمْ عَذابُ يَوْمِ الظُّلَّةِ وما ذاك إلا لأنهم قالوا له في سياق القصة فَأَسْقِطْ عَلَيْنا كِسَفاً مِنَ السَّماءِ فأخبر- سبحانه- أنهم أصابهم عذاب يوم الظلة، وقد اجتمع عليهم ذلك كله، أصابهم عذاب يوم الظلة. وهي سحابة أظلتهم فيها شرر من نار ولهب، ثم جاءتهم صيحة من السماء ورجفة من الأرض شديدة من أسفل منهم، فزهقت الأرواح، وفاضت النفوس، وخمدت الأجسام» .

تفسير البغوي (الحسين بن مسعود البغوي أبو محمد)

( فأخذتهم الرجفة ) قال الكلبي : الزلزلة ، وقال ابن عباس وغيره : فتح الله عليهم بابا من جهنم ، فأرسل عليهم حرا شديدا ، فأخذ بأنفاسهم ولم ينفعهم ظل ولا ماء ، فكانوا يدخلون الأسراب ليتبردوا فيها ، فإذا دخلوها وجدوها أشد حرا من الظاهر ، فخرجوا هربا إلى البرية فبعث الله سحابة فيها ريح طيبة فأظلتهم وهي الظلة ، فوجدوا لها بردا ونسيما فنادى بعضهم بعضا حتى اجتمعوا تحت السحابة ، رجالهم ونساؤهم وصبيانهم ، ألهبها الله عليهم نارا ، ورجفت بهم الأرض فاحترقوا كما يحترق الجراد المقلي ، وصاروا رمادا .وروي أن الله تعالى حبس عنهم الريح سبعة أيام ثم سلط عليهم الحر . قال يزيد الجريري : سلط الله عليهم الحر سبعة أيام ثم رفع لهم جبل من بعيد ، فأتاه رجل فإذا تحته أنهار وعيون فاجتمعوا تحته كلهم فوقع ذلك الجبل عليهم ، فذلك قوله ( عذاب يوم الظلة ) ( الشعراء - 89 ) ، قال قتادة : بعث الله شعيبا إلى أصحاب الأيكة وأصحاب مدين ، أما أصحاب الأيكة فأهلكوا بالظلة ، وأما أصحاب مدين فأخذتهم الصيحة ، صاح بهم جبريل عليه السلام صيحة فهلكوا جميعا . قال أبو عبد الله البجلي : كان أبو جاد وهوز وحطي وكلمن وسعفص وقرشت ملوك مدين ، وكان ملكهم في زمن شعيب عليه السلام يوم الظلة كلمن ، فلما هلك قالت ابنته تبكيه :كلمن قد هد ركني هلكه وسط المحله سيد القوم أتاهالحتف نارا تحت ظله جعلت نارا عليهمدارهم كالمضمحله

تفسير القرطبي (أبو عبد الله محمد بن أحمد الأنصاري القرطبي)

أي الزلزلة .وقيل : الصيحة .وأصحاب الأيكة أهلكوا بالظلة , على ما يأتي .
ex