سورة الأعراف : الآية 68

تفسير الآية 68 سورة الأعراف

أُبَلِّغُكُمْ رِسَٰلَٰتِ رَبِّى وَأَنَا۠ لَكُمْ نَاصِحٌ أَمِينٌ

التفسير الميسر (نخبة من العلماء)

أُبلِّغكم ما أرسلني به ربي إليكم، وأنا لكم - فيما دعوتكم إليه من توحيد الله والعمل بشريعته - ناصح، أمين على وحي الله تعالى.

تفسير الجلالين (جلال الدين المحلي و السيوطي)

«أبلَّغكم رسالات ربي وأنا لكم ناصح أمين» مأمون على الرسالة.

تفسير السعدي (عبد الرحمن بن ناصر بن عبد الله السعدي التميمي مفسر)

قَالَ يَا قَوْمِ لَيْسَ بِي سَفَاهَةٌ بوجه من الوجوه، بل هو الرسول المرشد الرشيد، وَلَكِنِّي رَسُولٌ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ أُبَلِّغُكُمْ رِسَالَاتِ رَبِّي وَأَنَا لَكُمْ نَاصِحٌ أَمِينٌ فالواجب عليكم أن تتلقوا ذلك بالقبول والانقياد وطاعة رب العباد.

تفسير ابن كثير (عماد الدين أبي الفداء إسماعيل بن كثير القرشي)

( أبلغكم رسالات ربي وأنا لكم ناصح أمين ) وهذه الصفات التي يتصف بها الرسل البلاغة والنصح والأمانة .

تفسير الوسيط لطنطاوي (محمد سيد طنطاوي)

وبعد هذا الرد القبيح منهم، أخذ هود يدافع عن نفسه ويبين لهم وظيفته بأسلوب حكيم فقال: يا قَوْمِ لَيْسَ بِي سَفاهَةٌ أى: ليس بي أى نوع من أنواع السفاهة كما تزعمون وَلكِنِّي رَسُولٌ مِنْ رَبِّ الْعالَمِينَ. أُبَلِّغُكُمْ رِسالاتِ رَبِّي وَأَنَا لَكُمْ ناصِحٌ أَمِينٌ.فأنت ترى أن هودا في هذا الرد الحكيم على قومه، قد نفى عن نفسه تهمة السفاهة كما نفى أخوه نوح من قبله عن نفسه تهمة الضلالة، ثم بين لهم بعد ذلك وظيفته وطبيعة رسالته، ثم أخبرهم بعد ذلك بمقتضى أخوته لهم ليس معقولا أن يكذب عليهم أو يخدعهم- فإن الرائد لا يكذب أهله-، وإنما هو ناصح أمين يهديهم إلى ما يصلحهم ويبعدهم عما يسوءهم:قال صاحب الكشاف: «وفي إجابة الأنبياء- عليهم السلام- على من نسبهم إلى الضلالة والسفاهة بما أجابوهم به من الكلام الصادر عن الحلم والإغضاء، وترك المقابلة بما قالوا لهم، مع علمهم بأن خصومهم أضل الناس وأسفههم- في إجابتهم هذه أدب حسن، وخلق عظيم، وحكاية الله- عز وجل- ذلك، تعليم لعباده كيف يخاطبون السفهاء، وكيف يغضون عنهم ويسبلون أذيالهم على ما يكون منهم» .

تفسير البغوي (الحسين بن مسعود البغوي أبو محمد)

( أبلغكم رسالات ربي وأنا لكم ناصح أمين ) ناصح أدعوكم إلى التوبة أمين على الرسالة . قال الكلبي : كنت فيكم قبل اليوم أمينا .

تفسير القرطبي (أبو عبد الله محمد بن أحمد الأنصاري القرطبي)

بالتشديد من التبليغ , وبالتخفيف من الإبلاغ .وقيل : هما بمعنى واحد لغتان ; مثل كرمه وأكرمه .النصح : إخلاص النية من شوائب الفساد في المعاملة , بخلاف الغش .يقال : نصحته ونصحت له نصيحة ونصاحة ونصحا .وهو باللام أفصح .قال الله تعالى : " وأنصح لكم " والاسم النصيحة .والنصيح الناصح , وقوم نصحاء .ورجل ناصح الجيب أي نقي القلب .قال الأصمعي : الناصح الخالص من العسل وغيره .مثل الناصع .وكل شيء خلص فقد نصح .وانتصح فلان أقبل على النصيحة .يقال : انتصحني إنني لك ناصح .والناصح الخياط .والنصاح السلك يخاط به .والنصاحات أيضا الجلود .قال الأعشى : فترى الشرب نشاوى كلهم مثل ما مدت نصاحات الربح الربح لغة في الربع , وهو الفصيل .والربح أيضا طائر .وسيأتي لهذا زيادة معنى في " براءة " إن شاء الله تعالى .
ex